﴿فَأَيْنَمٰا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّٰهِ﴾ [البقرة:115] فانطلقوا في اختيارهم إذا علموا أنهم حيث تولوا ما ثم إلا وجه اللّٰه فوقفوا على علم ما خلقوا له و قد كان قبل هذا يتخيلون أنهم يتبعون أهواءهم و الآن قد علموا إن أهواءهم فيها وجه الحق و لهذا جاء بالاسم اللّٰه لأنه الجامع لكل اسم فقال ﴿فَأَيْنَمٰا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّٰهِ﴾ [البقرة:115] و ذلك الأين يعين بحقيقته اسما خاصا من أسماء اللّٰه فلله الإحاطة بالأينيات بأحكام مختلفة لأسماء إلهية مختلفة تجمعها عين واحدة فمن كرمه قبول كرم عباده فقبل عطاياهم قرضا و صدقة فوصف نفسه بالجوع و الظماء و المرض ليتكرم عليه في صورة ذلك الكون الذي الحق وجهه بالعيادة و الإطعام و السقي و الكرم على الحاجة أعظم وقوعا في نفس المتكرم عليه من الكرم على غير حاجة لأنه مع الحاجة ينظره إحسانا مجردا يثمر له الشكر و لا بد و الشكر يثمر الزيادة من العطاء و الكرم على غير الحاجة من المتكرم عليه يظهر له الحال الذي هو عليه وجوها من التأويل قد يخرجه من نظره إنه أحسن إليه فربما يتخيل فيه أمرا يرد به فلهذا أنزل الحق إلى عباده في طلب الكرم منهم إلى الظهور بصفة الحاجة ليعلمهم أنه ما ينظر في أعطياتهم إلا الإحسان مجردا فهي بشرى من اللّٰه جاءت منه إلى عباده من قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية