﴿رَفِيعُ الدَّرَجٰاتِ ذُو الْعَرْشِ﴾ [غافر:15] فالرفعة له سبحانه بالذات و هي للعبد بالعرض و إنها على النقيض من حضرة الخفض في الحكم فإن الخفض للعبد بالأصالة و الرفعة للحق و اعلم أيدنا اللّٰه و إياك ﴿بِرُوحٍ مِنْهُ﴾ [المجادلة:22] أن هذه الحضرة من حضرات السواء التي لها موقف السواء في المواقف التي بين كل مقامين يوقف في كل موقف منها العبد ليعرف بآداب المقام الذي ينتقل إليه و يشكر على ما كان منه من الآداب في المقام الذي انتقل عنه و إنما سمي موقف السواء أو حضرة السواء لقوله تعالى عن نفسه إنه ﴿رَفِيعُ الدَّرَجٰاتِ﴾ [غافر:15] فجعل له درجات ظهر فيها لعباده و قال في عباده العلماء به ﴿يَرْفَعِ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجٰاتٍ﴾ [المجادلة:11] يظهر فيها العلماء بالله ليراهم المؤمنون ثم إنه من حكم هذه الحضرة السوائية في رفع الدرجات التسخير بحسب الدرجة التي يكون فيها العبد أو الكائن فيها كان من كان فيقتضي له أي للكائن فيها إن يسخر له من هو في غيرها و يسخره أيضا من هو في درجة أخرى و قد تكون درجة المسخر اسم مفعول أعلى من درجة المسخر اسم فاعل و لكن في حال تسخير الأرفع بما سخره فيه شفاعة المحسن في المسيء إذا سأل المسيء الشفاعة فيه و في حديث النزول في الثلث الباقي من الليل غنية و كفاية ﴿وَ شِفٰاءٌ لِمٰا فِي الصُّدُورِ﴾ [يونس:57]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية