و لا أعز من نفس الحق و قد قال عن نفسه إنه أجاب الداعي عند ما دعاه و لكن هو تعالى شرع لعبده أن يدعوه فقال ﴿اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر:60] فما أجابه إلا بإرادته لذلك و لقد نادى بعض الرعايا سلطانا كبيرا بمرسية فلم يجبه السلطان فقال الداعي كلمني فإن اللّٰه تعالى كلم موسى فقال له السلطان حتى تكون أنت موسى فقال له الداعي حتى تكون أنت اللّٰه فمسك السلطان له فرسه حتى ذكر له حاجته فقضاها كان هذا السلطان صاحب شرق الأندلس يقال له محمد بن سعد بن مردنيش الذي ولدت أنا في زمانه و في دولته بمرسية و إن كانت الحقائق تعطيه فإن حمل الأسماء على ذات الحق إنما أعطى ذلك الحمل حقائق المحدثات فلو زالت لزالت الأسماء كلها حتى الغني عن العالم إذ لو لم يتوهم العالم لم يصح الغني عنه و اسم الغني لمن اتصف بالغنى عنه فما نفاه حتى أثبته فما ثم عزة مطلقة واقعة في الوجود
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية