﴿إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ﴾ [يونس:61] هو ما جعل فينا من الإرادة الاختيارية في عين الجبر فإنا محل لما يخلق فينا فالمكلف مجبور في اختياره ثم خلق فينا المعنى الذي أوجب حكمه علينا أن نكون به مفيضين في ذلك الشيء المعبر عنه بالشأن و ما عرفنا بهذا الشهود منه إلا لنعلم صورة الأمر حتى نكون من أمرنا على بينة من ربنا فإنه ما أمر نبيه ﷺ إلا بطلب الزيادة من العلم فإن العلم بالأمور سبب الحياة المزيلة لموت الجهالة و الحياة نعيم فالعالم و الناصح نفسه من لا ينسى اللّٰه في شئونه و يكون مراقبا له تعالى عند شهوده فيرى ما يصدر عنه فيه و في غيره في السماء و الأرض و الملإ الأعلى و الأسفل ثم يرى أنه جميع ما رأى من شئونه بهوية الحق لا بصفة الحق فرأى هويته تعالى عين صفته فما رآه إلا به هذا أعطته هذه المراقبة و هذا هو حكم الدهر الذي نهينا عن سبه فإن اللّٰه هو الدهر ليس غيره
خذ من الدهر ما صفا
حاكم بالذي يرى
فتأدب و لا تقل
فهو بالأمر أعلم *** و هو للأمر أحكم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية