و منا من يأخذها بطريق الامتنان من عين المنة و الفضل الإلهي و و اللّٰه ما أنا بحمد اللّٰه ممن يحب التشفي و الانتقام من عباد اللّٰه بل خلقني اللّٰه رحمة و جعلني وارث رحمة لمن قيل له ﴿وَ مٰا أَرْسَلْنٰاكَ إِلاّٰ رَحْمَةً لِلْعٰالَمِينَ﴾ [الأنبياء:107] و ما خص مؤمنا من غيره و تحقق ذلك في وضع الجزية على أهل الكتاب و ما كان السبب في إنزال هذه الآية إلا دعاءه بالمؤاخذة الإلهية على المشركين من رعل و ذكوان و عصية و إذا كان هذا عتبة لرسوله ﷺ في حق المشرك الذي أخبر أنه لا يغفر له : فكيف الأمر في غير المشرك و إن لم يؤمن فافتح عين فهمك لما تقرأه ﴿وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ [ طه:114] و هو أن يزيدك في فهمك فكلما كررت تلاوة زدت علما لم يكن عندك و كلما نظرت و اعتبرت تزيد علما ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب الأحد و العشرون و خمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية