ابتداء و لم ينازعوا عند ما قال لهم المسئول ربكم ثم أقيموا في ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] فلم يروه إلا في الهوية و هي ما غاب عنهم من الحق في عين ما تجلى و تلك الهوية هي روح صورة ما تجلى فنسبوا إليها أعني إلى الهوية من ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] العلو عن التقييد و الكبرياء عن الحصر فقالوا بل قال عن نفسه و هو المعلوم عندنا الذي أعطاه الكشف عند قولهم ﴿مٰا ذٰا قٰالَ رَبُّكُمْ قٰالُوا الْحَقَّ﴾ [ سبإ:23] إلى هنا انتهى كلام الملائكة فقال اللّٰه ﴿وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ [ سبإ:23] كما قال لنا ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] فقدم ما أخر في خطاب الملائكة ﴿وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى:11] فأخر عندنا ما قدم في خطاب الملائكة فنهاية ما خاطب به الملائكة بدايتنا و بداية ما خاطبنا به و عرفنا من قول الملائكة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية