لا يرى باسم سواه *** في عيون الناظرينا
و من علم أن للملائكة قلوبا أو علم القلوب ما هي علم إن اللّٰه تعالى ما أسمعهم في الوحي الذي أصعقهم إلا ما يناسب من الوحي ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ [الرحمن:29] و ﴿يُقَلِّبُ اللّٰهُ اللَّيْلَ وَ النَّهٰارَ﴾ [النور:44] فمن فزع اللّٰه عن قلبه رأى حقيقة انقلابه في الصور و تحوله فيها فعلم إن العالم كله في كل نفس في تحول و انقلاب فعلم من ذلك أن ذلك للشئون التي هو الحق فيها فهو المحول القلب في الليل و النهار بما يقلبها و في السماء بما يوحي فيها و في الأرض بما يقدر فيها و فيما بينهما بما ينزل فيه و فينا بما نكون عليه و هو معنا أينما كنا : فنتحول لتحوله و نتقلب لتقلبه فإن من أسمائه الدهر و نستغني به لغناه و أما علمنا بتفاضل بعض الملائكة في العلم بالله على بعض فلما ورد في هذا الذكر من الاستفهام في قول من قال منهم ما ذا و هو قولهم ﴿وَ مٰا مِنّٰا إِلاّٰ لَهُ مَقٰامٌ مَعْلُومٌ﴾ [الصافات:164] في العلم بالله و أما رفع التهمة عنهم فيما بينهم و تصديق بعضهم بعضا و انصباغ بعضهم بما عند بعض مما يكون عليه ذلك البعض من صورة العلم بالله فيفيد بعضهم بعضا فمن قوله عنهم ﴿قٰالُوا الْحَقَّ﴾ [ سبإ:23]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية