و اعلم أنه كما خلقت لك ما تحيي به ذاتك و تنعم به نفسك اعتناء بك فقد خلقت لك أيضا ما إذا تصرفت فيه أحييت به أسمائي و نعمت به نفوسهم و تكون أنت الآتي بذلك إليهم كما أنا الآتي برزقك إليك حيث كنت و كان رزقك فإني أعلم موضعك و مقرك و أعلم عين رزقك و أنت لا تعلمه حتى تأكله أو أعلمك به على التعيين فإذا تغذيت به و سرى في ذاتك حينئذ تعلم أنه رزقك كذلك علمتك فعلمت ما تستحقه الأسماء الحسنى من الرزق الذي تقوم به حياتها و نشأتها و أعطيتك علم ذلك و عينه و جعلتك الآتي به إليهم و كما طلبت منك الشكر على ما جئتك به من الرزق كذلك تطلب أنت الشكر على ما أتيت به من أسمائي و إذا شكرتك أسمائي فإنا شكرتك فسعدت سعادة لم يسعد مثلها إلا من عمل مثل هذا العمل و أسمائي لا بد أن يصل إليها ذلك من العالم و لكن لا يشكر أسمائي إلا من قصدها بذلك اعتناء منه بجانبها لا من جاء بها غافلا عنها إن ذلك لها ﴿هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لاٰ يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر:9] لا و اللّٰه كما لا يستوي ﴿اَلَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئٰاتِ﴾ [الجاثية:21] ب
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية