﴿وَ لَكُمْ فِي الْقِصٰاصِ حَيٰاةٌ﴾ [البقرة:179] و أما القول بالعلة في التكليف من جهة الحق فمظنونة غير معلومة و لكن فتح لهم باب الاستنباط بما ذكره لهم في الوحي المنزل من التعليل فمنه جلي و منه خفي كذلك له في الأشياء حكمة باطنة لا يعلمها إلا هو و من أعلمه اللّٰه بها و لذلك قال الجن و هو ما استتر فلا يعلم إلا منه و الإنس و هو ما ظهر فيعلم بذاته حيث ظهر ﴿إِلاّٰ لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات:56] إثبات السبب الموجب للخلق فهذه لام الحكمة و السبب شرعا و لام العلة عقلا و العبادة ذاتية للمخلوق لا يحتاج فيها إلى تكليف فلا بد أن يكون الخالق عين كل صورة يعبدها المخلوق مع افتقار الصورة إلى المادة و إنه إذا لم يكن الأمر هكذا فلا تكن العبادة من المخلوق ذاتية فإنه إذا اقتصرنا على مسمى اللّٰه في العرف عبد المخلوق غير اللّٰه فإنا نرى الأكثر من العالم ما يفتقرون إلا إلى الأسباب و كيف و قد قال ﴿وَ قَضىٰ رَبُّكَ أَلاّٰ تَعْبُدُوا إِلاّٰ إِيّٰاهُ﴾ [الإسراء:23] و
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية