اللّٰه أعلى و أجل
يعني بالمفاضلة عندهم في اعتقادهم فساقه في معرض الحجة عليهم لأن النبي ﷺ ما دعاهم إلا إلى الايمان بالله الذي هو عندهم و في اعتقادهم أعلى و أجل من هبل و من سائر الآلهة بما قالوه عن نفوسهم فقالوا ﴿مٰا نَعْبُدُهُمْ إِلاّٰ لِيُقَرِّبُونٰا إِلَى اللّٰهِ زُلْفىٰ﴾ [الزمر:3] فاتخذوهم حجبة فالله أعلى و أجل من هبل عندهم فكان ذلك تنبيها من رسول اللّٰه ﷺ للمشركين فإنه في نفس الأمر ليس هبل بإله حتى يكون اللّٰه أعلى و أجل في الألوهة من هبل و لو قالها رسول اللّٰه ﷺ على طريق المفاضلة في نفس الأمر لكان تقريرا منه ﷺ لألوهة هبل إلا إن اللّٰه أعلى منه و أجل في الألوهة و هذا محال على النبي ﷺ و على كل عالم أن يعتقده لأنه الجهل المحض على كل وجه فهذه أيضا مفاضلة مقررة شرعية في قولك اللّٰه أكبر فصاحب هذا الهجير بطريق المفاضلة يطالعه الحق بسريان هويته في جميع الخلق مثل
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية