﴿وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف:156] و أما الميل الطبيعي و هو مثل الألف التي يسمى واو علة و ياء علة فهو ميلها إلى جانب الحق مثل قولوا و مثل فيه و أما الهمزة المكسورة في هذا الذكر فهو باعث الحق إلى النزول إلى السماء الدنيا و إلى كل ما يكون لجانب الخلق هذا في باعث الحق و أما إذا كان باعث الخلق فهو إن نظره في نفسه يبعثه على التعمل في تحصيل علمه بربه فلذلك كانت الهمزة مكسورة في النفي و في كلمة الإثبات و المنفي مكسور أبدا و أما ألف الوصل فهو وصل علم بتمييز مع وجود تشبيه إن لم يكن هناك وجود تشبيه فهي ألف قطع لا ألف وصل و أما اللام فهي جبروتية لأنها من الوسط من رفيع الدرجات و الهاء ملكوتية فإنها من الصدر من أول مجرى النفس و هي أصلية في هاتين الكلمتين في المنفي و المثبت و ما ثم إلا هويتان هوية خلق و هي المنفية في دعواها ما ليس لها و هوية حق و هي الثابتة فإنها لم تزل فإن العبد من حيث عينه هالك و إذا كان الحق هويته فليس هو ففي كل وجه ما هو هو فتنتفى هوية الحق إذا لبست الخلق و لا تنفي هوية الخلق إذا لبست الحق فعلى كل حال ما ثم إلا حق ثابت غير منفي و أما الكلمات الأربع أداة نفي على منفي و أداة إثبات على ثابت و بقي لمن يضاف العمل هل للاداة أو للذي دخلت عليه فإن كان الحكم لمن دخلت عليه فإنه الذي يطلبها فإنه ما انتفى بها و إنما جاءت الأداة معرفة للسامع بأن الذي دخلت عليه منفي أو ثابت و ما عملت الأداة فيمن دخلت عليه إلا تعيين مرتبة العلو أو السفل أو ما بينهما فبالأداة تظهر المراتب و بمن دخلت عليه تتعين الأداة الخاصة من غيرها من الأدوات كما ارتبط وجود الخلق بالحق و ارتبط وجود العلم القديم بالمحدث فهذا بعض ما ينتجه لا إله إلا اللّٰه من العلم الإلهي و له ستة و ثلاثون وجها يعطي كل وجه ما لا يعطيه الوجه الآخر قد ذكرنا هذه الوجوه في باب النفس بفتح الفاء
[إن الحروف تقسمه حقيقية]
و اعلم أنه ما قسمنا الحروف تقسيم من يعقل على طريق التجوز بل ذلك على الحقيقة فإن الحروف عندنا و عند أهل الكشف و الايمان حروف اللفظ و حروف الرقم و حروف التخيل أمم من جملة الأمم لصورها أرواح مدبرة فهي حية ناطقة تسبح اللّٰه بحمده طائعة ربها فمنها ما يلحق بعالم الجبروت و منها ما يلحق بعالم الملكوت و منها ما يلحق بعالم الملك فما الحروف عندنا كما هي عند أهل الحجاب الذين أعماهم اللّٰه و جعل
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية