و ﴿آتَيْنٰاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾ [مريم:12] و ﴿لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ﴾ [الحشر:13] فإن كان الموجب اسم فاعل ربا كان الموجب أو خلقا و إن كان الموجب خلقا كان الموجب بفتح الجيم حقا فأثر ظاهر من خلق في حق ﴿أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّٰاعِ﴾ [البقرة:186] و أثر ظاهر من حق في خلق ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾ [البقرة:117] و ذلك أما عن باعث و إما عن اتحاد و الإيجاد إبداله له الاسم الآخر ليس له في الأول قدم و الباعث يكون له الأول و الآخر فالباعث حق و خلق و الإيجاد حق و خلق إلا أنه لا يكون حقا مفردا إلا بخلق كالمعرفة بالله من حيث كونه إلها لا يكون إلا بخلق لا بد من ذلك فهي حق في خلق و الخلق متأخر حيث عقل أبدا و أما الألف الطبيعية في مثل قال ﴿وَ سٰارَ﴾ [آل عمران:133] فهو الأمر الواحد الذي يجمع الطبيعة فيظهر العالم و يفرقها فيفني العالم و هو الأصل المفرق المجمع و كل ألف مزادة فإنما تظهر على حكم التشبيه بها و الموجب لهذا الأمر المفرق المجمع إنما هو الفتح و هو الأصل و قد يكون الفتح بما يسر و هو الرحمة و بما يسوء و هو فتح العذاب
[فتح العذاب على نوعين]
و هو على نوعين فتح عذاب فيه رحمة و فتح عذاب لا يشوبه رحمة إلا عندنا فإنه ما ثم عذاب لا يشوبه رحمة قط فإن الرحمة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية