و هذا مما يدلك على صحة خلافة أبي بكر الصديق و منزلة علي رضي اللّٰه عنهما و الثاني عشر سورة تبارك الملك فهذه سور الأقطاب من القرآن إلا إن صاحب سورة المجادلة التي هي ﴿قَدْ سَمِعَ اللّٰهُ قَوْلَ الَّتِي تُجٰادِلُكَ فِي زَوْجِهٰا وَ تَشْتَكِي إِلَى اللّٰهِ﴾ [المجادلة:1] إنما هو سورته الواقعة و له تولع بهذه السورة و كذلك الذي له سورة الإخلاص لا غير و منازلهم كما قد ذكرنا غير إن المنازل بحسب الآيات و من ذكر و ما ذكر فيها فإن التفاضل في الآيات مشهور على الوجه الذي جاء و فضلها يرجع إلى التالي من حيث ما هي عليه الآية في التلاوة متكلم بها لا من حيث إنها كلام اللّٰه فإن ذلك لا تفاضل فيه و إنما التفاضل يكون فيما تكلم به لا في كلامه فاعلم ذلك فأما حال هذا القطب فله التأثير في العالم ظاهرا و باطنا يشيد اللّٰه به هذا الدين أظهره بالسيف و عصمه من الجور فحكم بالعدل الذي هو حكم الحق في النوازل و ربما يقع فيه من خالف حكمه من أهل المذاهب مثل الشافعية و المالكية و الحنفية و الحنابلة و من انتمى إلى قول إمام لا يوافقها في الحكم هذا القطب و هو خليفة في الظاهر فإذا حكم بخلاف ما يقتضيه أدلة هؤلاء الأئمة قال أتباعهم بتخطئته في حكمه ذلك و أثموا عند اللّٰه بلا شك ﴿وَ هُمْ لاٰ يَشْعُرُونَ﴾ [الأعراف:95]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية