فاعلم أن الأمور كثيرة مختلفة في العالم فكل شيء يدور عليه أمر ما من الأمور فذلك الشيء قطب ذلك الأمر و ما من شيء إلا و هو مركب من روح و صورة فلا بد أن يكون لكل قطب روح و صورة فروحه تدور عليه أرواح ذلك الأمر الذي هذا قطبه و صورة ذلك القطب تدور عليه صورة ذلك الأمر الذي هذا قطبه يسمى الوجه الواحد من القطب جنوبيا و هو الروح و الآخر شماليا و هو الصورة فمن جملة أصناف العالم الأناسي و هم المقصودون من وجود العالم بالقصد الثاني لا بالقصد الأول و أما القصد الأول فالقصد بوجود العالم عبادة اللّٰه أعني عبادة العرفان الحادث لكمال الوجود غير أنه في كل صنف من أصناف العالم تام غير كامل و ما كمل إلا بهذه النشأة الإنسانية الكاملة و ما عدا الكاملة فهو الإنسان الحيوان المسمى بالحد حيوانا ناطقا و الأقطاب من الكمل
[إن اللّٰه جعل العالم الجسمي في منزلين الدنيا و الآخرة]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية