فالحق سار و لكن ليس يدريه *** إلا الذي قال فيه إنه فيه
لكل مليك حرم و حرم و هؤلاء العارفون العلماء به حرمه و حرمه الذي هم فيه العوائد العامة فما سترهم إلا بما هو مشهود للعام و الخاص فالعالم يشهد الحق اعتقادا و عينا و يشهد العالم حسا و هؤلاء يشهدون الحق عينا و يشهدون العالم إيمانا لكون الحق أخبرهم أن ثم عالما فيؤمنون به و لا يرونه كما أن العالم يؤمنون بالله و لا يرونه فهم شهداء حق بحق و هم ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ﴾ [القمر:55] فيما تحققوا به فإن قيل لهم فقولكم بالشاهد و المشهود فرق فيقولون عند ذلك أ ليس تشهد ذاتك بذاتك فأنت غيرك و كلامهم في هذا كله مع الحق شهودا و مع الايمان بأن ثم عالما أدبا و إيمانا ف ﴿هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا﴾ [الأنفال:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية