فلا دنو و لا تدل
فأنت من حيث هو يتك لا نعت لك و لا صفة قيل لأبي يزيد كيف أصبحت فقال لا صباح لي و لا مساء إنما الصباح و المساء لمن تقيد بالصفة و أنا لا صفة لي فإني بكيت زمانا و ضحكت زمانا و أنا اليوم لا أضحك و لا أبكي و الصعود و الهبوط نعت فلا صعود للعبد و لا هبوط من حيث عينه و هويته فالصاعد عين الهابط فما دنا إلا عين من تدلى فإليه تدلى و منه دنا ﴿فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ﴾ [ النجم:9] و ما أظهر القوسين من الدائرة إلا الخط المتوهم و كفى بأنك قلت فيه المتوهم و المتوهم ما لا وجود له في عينه و قد قسم الدائرة إلى قوسين فالهوية عين الدائرة و ليست سوى عين القوسين فالقوس الواحد عين القوس الآخر من حيث الهوية و أنت الخط القاسم المتوهم فالعالم في جنب الحق متوهم الوجود لا موجود فالموجود و الوجود ليس إلا عين الحق و هو قوله ﴿أَوْ أَدْنىٰ﴾ [ النجم:9] فالأدنى رفع هذا المتوهم و إذا رفع من الوهم لم يبق سوى دائرة فلم تتعين القوسان فمن كان من ربه في القرب بهذه المثابة أعني بمثابة الخط القاسم للدائرة ثم رفع نفسه منها ما يدري أحد ما يحصل له من العلم بالله و هو قوله تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية