﴿اَلرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوىٰ﴾ [ طه:5] و «قال ﷺ ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة في الثلث الباقي من الليل» الحديث فحير العقول الضعيفة و نبه العقول المعتكفة على باب حضرته فعلمت ما أراد و لو استزدته لزاد كما قال ﴿ثُمَّ دَنٰا﴾ [ النجم:8] في إسرائه إلى السموات ليريه من آياته ﴿فَتَدَلّٰى﴾ [ النجم:8] فقوى ذلك منبها و مشيرا على أنه عين الحبل الوارد المذكور في الخبر فدل إن نسبة الصعود و الهبوط على السواء في حقه فجمع بين خبر صاحب الحوت و صاحب الإسراء أنه لم يكن واحد منهما بأقرب إلى الحق من الآخر فهي إشارة إلى عدم التحيز و إن الذات مجهولة غير مقيدة بقيد معين فكان من آياته التي أراه ليلة إسرائه كونه تدلى في حال عروجه و هذا عين ما أشار إليه أبو سعيد الخراز في قوله عن نفسه ما عرفت اللّٰه إلا بجمعه بين الضدين ثم تلا ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظّٰاهِرُ وَ الْبٰاطِنُ﴾ [الحديد:3] فكان بهويته في الجميع في حال واحدة بل هو عين الضدين فلو لا أنت ما كان دنو و لا تدل
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية