﴿اَلسَّيِّئَةَ﴾ [الأنعام:160] ... ﴿فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَدٰاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَ مٰا يُلَقّٰاهٰا﴾ يعني هذه الصفة ﴿إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا﴾ [هود:11] حبسوا أنفسهم عن أن يجاز و المسيء بإساءته إساءة و لو علم الناس قدر ما نبهنا عليه في هذه المسألة ما جازى أحد من أساء إليه بإساءة فما كنت ترى في العالم إلا عفوا مصلحا لكن الحجب على أعين البصائر كثيفة و ليست سوى الأغراض و استعجال التشفي و المؤاخذة و لو نظر هذا الناظر لما أساء هو على اللّٰه في رد ما كلفه به و ركوبه الخطر في ذلك و إمهال الحق له و تجاوزه عنه في هذه الدار حتى يكون هو الذي يكشف نفسه حتى تقام عليه الحدود و يرمي نفسه في المهالك كما قال الصاحب لقد ستر اللّٰه عليه لو ستر على نفسه في المعترف بالزنى و إن الملائكة الكتاب لا يكتبون على العبد من أفعاله السيئة إلا ما تكلم بها و هو قوله ﴿مٰا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاّٰ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق:18]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية