و ينظر إلى قول أبي يزيد ما قال الجنيد أن المحدث إذا قرن بالقديم لم يبق له أثر إلا أن قول الجنيد هنا أتم من قول أبي يزيد فإن المحدث إذا قرنته بالقديم كان الأثر للقديم لا للمحدث فتبين لك بهذه المقارنة ما هو الأمر عليه و هو ما قلناه فإنه لا يمكن أن يجهل الأثر و إنما كان قبل هذه المقارنة ينسب إلى المحدث فلما قرنه بالقديم رأى الأثر من القديم و رأى المحدث عين الأثر فقال ما قال و لا نشك بعد أن تقرر هذا أن الخليل إبراهيم عليه السّلام بهذه المثابة هو و الرسول صلوات اللّٰه عليهم قد وسع قلبه الحق فجعله تعالى مسندا ظهره إلى البيت المعمور و ما دخله لأنه لو دخله لوسع البيت المعمور الحق لأنه قد وسع من وسعه و هي إشارة لا حقيقة فإن جسم إبراهيم عليه السّلام محصور بجيرون بلا شك فما نريد إلا الصورة التي هو عليها في البرزخ الذي انتقل إليه بالموت و أما قوله و أخلاه من غيري هو «قوله عليه السّلام فيمن يقرأ القرآن من شغله ذكري» يعني القرآن يقرأه العبد عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين قال تعالى ﴿إِنّٰا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ﴾ [الحجر:9] و هو القرآن و قال ﴿فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ﴾
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية