كأحمد السبتي في الفعل إذ *** ملكه اللّٰه زمام الأمور
ما يظهر العبد بأسمائه *** إلا بها فهو المبين الغفور
[أن اللّٰه تعالى في نفسه وجل أن يعرفه عبده]
اعلم أيدنا اللّٰه و إياك بروح القدس أن اللّٰه تعالى في نفسه وجل أن يعرفه عبده و استحال ذلك فلم يبقى لنا معلوم نطلبه إلا النسب خاصة أو أعيان الممكنات و ما ينسب إليها فالمعرفة تتعلق بأعيان الذوات من الممكنات و العلوم تتعلق بما ينسب إليها فتعلم الذوات و الأعيان بالضرورة من غير فكر و لا نظر بل النفس تدركها بما ركز اللّٰه فيها و تعلم النسب إليها و هو علم الإخبار عنها مما توصف به أو يحكم به عليها بالدليل النظري أو بالأخبار الاعتصامي بغير هذا لا يوصل إلى العلم بذلك و الأحكام و الأخبار غير متناهية الكثرة فتفرق الناظر فيها و لا يجمعها و أراد الحق من عباده أن يجمعهم عليه لا على تتبع هذه الكثرة حتى تعلم بل أباح لبعض عباده منها ما يتعلق العلم بها الذي يجمعه عليه و هو قوله في النظر في ذلك ﴿حَتّٰى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ [فصلت:53]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية