و النكل القيد فقيده اللّٰه بعبوديته مع ربه في الأولى بعلمه أنه عبد اللّٰه و في الآخرة إذا بعثه اللّٰه يبعثه على ما مات عليه من الايمان به علما و قولا و ليس بعد شهادة اللّٰه شهادة و قد شهد له أنه قيده في الأولى و الآخرة ﴿إِنَّ فِي ذٰلِكَ﴾ [البقرة:248] أي في هذا الأخذ لعبرة أي تعجبا و تجاوزا مما يسبق منه إلى فهم العامة إلى ما فيه مما يفهمه الخاصة من عباد اللّٰه و هم العلماء و لذلك قال ﴿لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشىٰ﴾ [النازعات:26] و قد عرفنا أنه ﴿إِنَّمٰا يَخْشَى اللّٰهَ مِنْ عِبٰادِهِ الْعُلَمٰاءُ﴾ [فاطر:28] و قد قال ﴿لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشىٰ﴾ [ طه:44] و لا يخشى حتى يعلم بالتذكر ما كان نسيه من العلم بالله و من قيده الحق فلا يتمكن له الإطلاق و السراح من ذلك القيد و قولهما ﴿إِنَّنٰا نَخٰافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنٰا﴾ [ طه:45] أي يتقدم علينا بالحجة بما يرجع إليه من التوحيد
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية