﴿وَ حَصُوراً﴾ [آل عمران:39] و هو الذي اقتطعه اللّٰه عن مباشرة النساء و هو العنين عندنا كما اقتطع مريم عن مباشرة الرجال و هي البتول فكان يحيى عليه السّلام زير نساء كما كانت حنة مريم لأن المريم المنقطعة من الرجال و اسمها حنة و مريم لقب لها وصفت به لما ذكرناه آنفا فانظر ما أثر سلطان الخيال من زكريا في ابنه يحيى عليه السّلام حين استفرغت قوة زكريا في حسن حال مريم عليه السّلام لما أعطاها اللّٰه من المنزلة ﴿وَ نَبِيًّا مِنَ الصّٰالِحِينَ﴾ [آل عمران:39] فما عصى اللّٰه قط و هو طلب الأنبياء كلهم أن يدخلهم اللّٰه برحمته في عباده الصالحين و هم الذين لم يقع منهم معصية قط كبيرة و لا صغيرة و ما رأيت أعجب من حال زكريا عليه السّلام و ما رأيت من ظهر فيه سلطان الإنسانية مثله هو الذي يقول ﴿هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً﴾ [آل عمران:38]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية