﴿وَ مٰا مِنْ إِلٰهٍ إِلاّٰ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ﴾ [المائدة:73] لأنه عين كل واحد من الثلاثة ليس غيره فهو واحد و هو ثلاثة فهذا من الورث الإلهي النبوي فإنه ما حصل لنا هذا الشهود إلا بالاقتداء و الاتباع النبوي فلما علمنا ورثناه ﷺ و لا يصح ميراث لأحد إلا بعد انتقال الموروث إلى البرزخ و ما حصل لك من غير انتقال فليس بورث و إنما ذلك وهب و أعطية و منحة أنت فيها نائب و خليفة لا وارث فأنت من حيث العلم وارث و أنت من حيث الشهود عينه لا وارث أ لا ترى في «قوله ﷺ إن ربكم واحد كما إن أباكم واحد» و ليس أبوك إلا من أنت عنه فإن عرفت عمن أنت عرفت أباك و ما ذكر النبي ﷺ أن أبوينا اثنان كما وقع في الظاهر فإنا عن آدم و حواء مثل قوله ﴿وَ رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ﴾ [يوسف:100] و لكن لما كانت حواء عين آدم لأنها عين ضلعه فما كان إلا أب واحد في صورتين مختلفتين كما هو التجلي فعين حواء عين آدم انفصال اليمين عن الشمال و هو عين زيد كذلك انفصال حواء عن آدم فهي عين آدم فما ثم إلا أب واحد فما صدرنا إلا عن واحد كما أن العالم كله ما صدر إلا عن إله واحد فالعين واحدة كثيرة نسب إن لم يكن الأمر كذلك و إلا فما كان يظهر لنا وجود و لا لنا وجود عين و لا لنا إيجاد حكم فكما أوجدنا عينا أوجدنا الحكم له
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية