أنا الواهب المحسان في كل حالة *** و ذلك نعت لا يكون لغيرنا
و ما ثم غير بل أقول بما أتت *** به رسلنا فالقول منا بنا لنا
و ليس رسولي غير نعتي و لا الذي *** أخاطبه غيري فعينك عيننا
فكل شيء في العالم يقال فيه عند أهل النظر و في العامة إنه ليس بحي و لا حيوان فإن اللّٰه عندنا قد فطره لما خلقه على المعرفة به و العلم و هو حي ناطق بتسبيح ربه يدركه المؤمن بإيمانه و يدركه أهل الكشف عينا و أما الحيوان ففطره اللّٰه على العلم به تعالى و نطقه بتسبيحه و جعل له شهوة لم تكن لغيره من المخلوقات ممن تقدم ذكره آنفا و فطر الملائكة على المعرفة و الإرادة لا الشهوة و أمرهم و أخبر أنهم لا يعصونه لما خلق لهم من الإرادة و لو لا الإرادة ما أثنى عليهم بأنهم لا يعصونه ﴿وَ يَفْعَلُونَ مٰا يُؤْمَرُونَ﴾ [النحل:50] و فطر الجن و الإنس على المعرفة و الشهوة و هو تعلق خاص في الإرادة لأن الشهوة إرادة طبيعية فليس للانس و الجن إرادة إلهية كما للملائكة بل إرادة طبيعية تسمى شهوة و فطرهما على العقل لا لاكتساب علم و لكن جعله اللّٰه آلة للانس و الجن ليردعوا به الشهوة في هذه الدار الآخرة و لذلك قال في الدار الآخرة لأهل الجنان
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية