﴿مَكٰاناً عَلِيًّا﴾ [مريم:57] و هو نصيبه من مقام إدريس عليه السّلام فارتفعت مكانته و زالت زمانته و حمد مسراه و علم ما أعطاه سراة فتميزت المراتب و اتحدت المذاهب و تبحرت الجداول و المذانب و استوى القادر و غير القادر و الكاسب فأعظم الإقبال و أعلاه من يكون إقباله على اللّٰه عين نفسه الخارج و صدوره عن اللّٰه و هو عين إقباله عين نفسه الداخل فهو مقبل على اللّٰه من كونه محيطا بالنفس الخارج و مقبل على اللّٰه في صدوره بنفسه الداخل من كون الحق وسعه قلبه فيكون مستفيدا في كل نفس بين اسم إلهي ظاهر و بين اسم إلهي باطن فالنفس الخارج إلى الحق المحيط الظاهر ليريه عين الحق في الآيات في الآفاق و النفس الداخل إلى الحق الباطن ليريه عين الحق في نفسه فلا يشهد ظاهرا و لا باطنا إلا حقا فلا يبقى له في ذاته اعتراض في فعل من الأفعال إلا بلسان حق لإقامة أدب فالمتكلم و المكلم عين واحدة في صورتين بإضافتين
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية