﴿يٰا بُنَيَّ إِنَّهٰا إِنْ تَكُ مِثْقٰالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمٰاوٰاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللّٰهُ﴾ [لقمان:16] و لم يقل يأت إليها و فيه علم العدل و أداء الحقوق و فيه علم النسيان بعد العلم بحيث لا يدري أنه علم ما قد نسيه أصلا و فيه علم الاسم الإلهي الواقي و اختلاف صوره في العالم مثل اختلاف الاسم الرزاق و فيه علم اختلاف الحال على المشاهد في حال رؤيته و فيه علم من يدعو الناس إلى ما هو عليه حتى يكون داعي حق و فيه علم الأوامر الإلهية و فيه علم المحسن و الإحسان و فيه علم الأنساب و «قول النبي ﷺ إن ربكم واحد و إن أباكم واحد فلا فضل لعربي على أعجمي و لا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى فإن اللّٰه يقول اليوم أرفع نسبكم و أضع نسبي أين المتقون» و قال تعالى ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّٰهِ أَتْقٰاكُمْ﴾ [الحجرات:13] فهل هو المتقي من يكون وقاية لله أو من يتخذ اللّٰه وقاية و لهذا رجال و لهذا رجال و فيه علم الإيلاء و أقسامه و أحكامه في المولى و صورة الإيلاء و ما يكون لله من ذلك و ما يكون للعبد و فيه علم كون العالم العامل في دنياه في جنة معجلة في نفسه و إن كان ردىء الحال فنعيمه في نفسه أعظم النعيم و فيه علم المداخلة في القرآن مع كونه محفوظا من عند اللّٰه فلا يصح في القرآن تحريف و لا تبديل كما وقع في غيره من الكتب المنزلة و فيه علم النسخ ما هو و فيه علم حكم من يخالف ظاهره باطنه عن شهود و فيه علم دفع الإنسان عن نفسه إعظاما لها لما رأى من تعظيم اللّٰه حقها في تحريم الجنة على من قتل نفسه و إن كان قاتل نفسه لا يدخل جهنم إلا بنفسه الحيوانية لأن جهنم ليست موطنا للنفس الناطقة و لو أشرفت عليها طفئ لهيبها بلا شك لأن نورها أعظم فإن الذي قتل نفسه عظم جرمه لحق الجوار الأقرب و حال بذلك بينها و بين ملكها و ما سوى نفسه فبعيد عن هذا القرب الخاص الذي لنفسه و فيه علم ما حلل و حرم هل حرم أو حلل لنفسه أو لأمور مخصوصة و أحوال في المحرم و المحرم عليه و لا محلل و لا محرم إلا اللّٰه بلسان الشرع لسان الرسول ﷺ أو المجتهد من علماء الرسوم كالفقهاء و فيه علم تغير الإقبال الإلهي لتغير الأحوال و فيه علم إقامة العظيم مقام الجماعة و فيه علم السياسات في المخاطبات من العلماء و العارفين الدعاة إلى اللّٰه و فيه علم الجزاء بالمماثل في أي نوع كان و فيما يحمد من ذلك كله و فيما يذم و فيه علم المعية الإلهية ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية