فهذا منه كما كان عوده و مآله منا و رأيت فيها علم منزلة القرآن من العالم و لمن جاء و بما جاء و إلى أين يعود و رأيت فيها علم التلبيس و أن أصله العجلة من الإنسان فلو اتئد و تفكر و تبصر لم يلتبس عليه أمر و قليل فاعل ذلك و رأيت فيها علم الليل وحده و النهار وحده و الزمان وحده و اليوم وحده و الدهر وحده و العصر وحده و المدة وحدها و رأيت فيها علم التفصيل و فيما ظهر و رأيت فيها علم ما لزم الإنسان من حكم اللّٰه الذي فصله الشرع فلا ينفك عنه و رأيت فيها علم تقابل النسختين و أن الإنسان في نفسه كتاب ربه و رأيت فيها علم سبب وجوب العذاب في الآخرة و هو جلي و العلم الخفي إنما هو في وجود سبب عذاب الدنيا و لا سيما في حق الطفل الرضيع و هل الطفل الرضيع و جميع الحيوان لهم تكليف إلهي برسول منهم في ذواتهم لا يشعر به و إن الصغير إذا كبر و كلف لا يشعر و لا يتذكر تكليفه في حال صغره لما يقوم به من الآلام و بالحيوان فإنه تعالى ما يعذب ابتداء و لكن يعذب جزاء فإن الرحمة لا تقتضي في العذاب إلا الجزاء للتطهير و لو لا التطهير ما وقع العذاب و هذا من أسرار العلم الذي اختص اللّٰه به من شاء من عباده ﴿وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ﴾ [يونس:47] و ﴿إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاّٰ خَلاٰ فِيهٰا نَذِيرٌ﴾ [فاطر:24] و ما من شيء في الوجود إلا و هو أمة من الأمم قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية