[الرمز و الألغاز]
اعلم أيها الولي الحميم أيدك اللّٰه بروح القدس و فهمك إن الرموز و الألغاز ليست مرادة لأنفسها و إنما هي مرادة لما رمزت له و لما ألغز فيها و مواضعها من القرآن آيات الاعتبار كلها و التنبيه على ذلك قوله تعالى ﴿وَ تِلْكَ الْأَمْثٰالُ نَضْرِبُهٰا لِلنّٰاسِ﴾ [ العنكبوت:43] فالأمثال ما جاءت مطلوبة لأنفسها و إنما جاءت ليعلم منها ما ضربت له و ما نصبت من أجله مثلا مثل قوله تعالى ﴿أَنْزَلَ مِنَ السَّمٰاءِ مٰاءً فَسٰالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهٰا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رٰابِياً وَ مِمّٰا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النّٰارِ ابْتِغٰاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتٰاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذٰلِكَ يَضْرِبُ اللّٰهُ الْحَقَّ وَ الْبٰاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفٰاءً﴾ [الرعد:17] فجعله كالباطل كما قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية