بإعطاء كمال الإنسانية و هو الصورة لبعضهم و هم الذين رفعهم اللّٰه و المرفوع عليهم هم الأناسي الحيوانيون و مثليته لك أن جعل نفسه لك وكيلا فيما هو حق لك فيتصرف فيه عنك بحكم الوكالة المطلقة المفوضة الدورية فإن وكالة الحق لا بد أن تكون دورية اعتناء من اللّٰه بعبده لأنه خلقه صاحب غفلات و نسيان و الغفلة و النسيان أحوال تطرأ على هذه النشأة الإنسانية و الأحوال لها الحكم مطلقا في كل من اتصف بالوجود لا أحاشي موجودا من موجود فإذا غفل الإنسان في حركة ما من حركاته فتصرف فيها بنفسه فذلك التصرف النفسي عزل الحق عن الوكالة فإذا كانت الوكالة دورية كان كل ما انعزل الحق عن هذه الوكالة بالتصرف النفسي ولي الأمر فلم يتصرف إلا اللّٰه فإن اللّٰه أمرك أن تتخذه وكيلا في سورة المزمل فهذه فائدة الوكالة الدورية و هي عن أمره تعالى عبده و جعلها في التوحيد فقال ﴿رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً﴾ [المزمل:9] إشارة إلى التصرف في الجهات و ما ذكر منها إلا المشرق و هو الظاهر و المغرب و هو الباطن و بالعين الواحدة التي هي الشمس إذا طلعت أحدثت اسم المشرق و إذا غربت أحدثت اسم المغرب و للإنسان ظاهر و باطن
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية