﴿يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ﴾ [البقرة:21] و ﴿يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [البقرة:104] و في مثل قوله ﴿تُوبُوا إِلَى اللّٰهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ﴾ [النور:31] و أمثاله فهذا من حكم الأسماء الإلهية إذ كان لكل وقت اسم إلهي له الحكم في عين ما من أعيان العالم فإن كان من الأسماء التي أحكامها تناقض حكم ما أمر به المكلف أو نهي عنه فإن الاسم الإلهي الذي يعطيهم موافقة ما أمر اللّٰه به هذا المخالف أو نهى عنه بعيد عنه فيناديه ليرجع إليه و يصغي إلى ندائه ليكون له الحكم فيه سواء كان الدعاء من قريب أو بعيد لكنه بالضرورة لعدم الموافقة فيما أمر اللّٰه به بعيد أ لا ترى الإشارة تكون مع القرب من المشير و المشار إليه إذا كان معهما ثالث لا يريد المخبر أو المخبر أو هما أن يعلم الثالث الحاضر ما يريد المخبر أن يلقيه إلى صاحبه فيشير إليه من حيث لا يعلم الثالث و الإشارة عند القوم نداء على رأس البعد و يقولون أيضا أبعدكم من اللّٰه أكثركم إشارة إليه و العلة في ذلك أنها تدل على الجهل بالله تعالى فلا فرق بينه في تلك الحالة و بين من لا يبلغه الصوت و تبلغه الإشارة فهذه كلها ظلمة قد حجبت الثالث عن علم ما بين الاثنين فهذه ظلمة الدعاء و الإشارة فاجعل بالك فإن اللّٰه قد نبه أقواما من عباده و أيه بهم على أمور بكلام لا يفهمه إلا المرادون به و هو الرمز قال تعالى ﴿أَلاّٰ تُكَلِّمَ النّٰاسَ ثَلاٰثَةَ أَيّٰامٍ إِلاّٰ رَمْزاً﴾ [آل عمران:41]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية