لما رأوا جهة الشمال و لم يروا *** منه يمين القبضة البيضاء
فإن قوله ﴿أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنّٰاسِ﴾ [المائدة:116] قد يكون تقريرا للحجة على من عبد عيسى عليه السّلام و أمه و قالوا إنهما إلهان فإذا قال عيسى عليه السّلام في الجواب ﴿سُبْحٰانَكَ مٰا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مٰا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ﴾ [المائدة:116] و المدعي يسمع ذلك و قد علم بقرينة الحال و الموطن ذلك المدعي إن عيسى ليس من أهل الكذب و أن إنكاره لما ادعوه صحيح علمنا عند ذلك أنه تعالى أراد توبيخهم و تقريرهم فالاستفهام لعيسى عليه السّلام و التقرير و التوبيخ لمن عبده فإن الاستفهام لا يصح من اللّٰه جملة واحدة و يصح منه تعالى التقرير لإقامة الحجة و التوبيخ فإن الاستفهام على الحقيقة لا يكون إلا ممن لا يعلم ما استفهم عنه و أما ظلمة البعد في قوله تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية