﴿بَعْضُهُمْ أَوْلِيٰاءُ بَعْضٍ﴾ [المائدة:51] و ﴿اَلظّٰالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيٰاءُ بَعْضٍ﴾ [الجاثية:19] و المنافقين بعضهم أولياء بعض كل هذا ثمرة هذه الرحمة فإذا كان في الآخرة يوم القيامة ضم هذه الرحمة إلى التسعة و التسعين رحمة المدخرة عنده فرحم بها عباده على التدريج و الترتيب الزماني ليظهر بهذا التأخير مراتب الشفعاء و عناية اللّٰه بهم و تميزهم على غيرهم فإذا لم يبق في النار إلا أهلها القاطنون بها الذين لا خروج لهم منها و أرادت ملائكة العذاب التسعة عشر عذاب أهل النار تجسد من الرحمة المركبة تسعة عشر ملكا فحالوا بين ملائكة العذاب و أهل النار و وقفوا دونهم و عضدتهم الرحمة التي ﴿وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف:156] فإن ملائكة العذاب قد وسعتهم الرحمة كسائر الأشياء فيمنعهم ما وسعهم منها عن مقاومة هذه الرحمة المركبة و كان الذي يعضدهم أولا غضب اللّٰه الذي ظهر من إغضاب المخالفين فلما انقضى مجلس المحاكمة و كان الحق قد أمر بمن أمر به إلى السجن و هو جهنم كما قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية