﴿وَ لِوٰالِدَيْكَ﴾ [لقمان:14] من الوجه السببي و من النفوس ما هو ابن عاق فلا يسمع و لا يطيع فالجسم لا يأمر النفس إلا بخير و لهذا يشهد على ابنه يوم القيامة جلود الجسم و جميع جوارحه فإن هذا الابن قهرها و صرفها حيث يهوى و قسم اللّٰه هذه الرحمة المركبة على أجزاء معلومة أعطى منها جبريل ستمائة جزء بها يرحم اللّٰه أهل الجنة و جعل بيده تسعة عشر جزءا يرحم بهذه الأجزاء أهل النار الذين هم أهلها يدفع بها ملائكة العذاب الذي هم تسعة عشر كما قال تعالى ﴿عَلَيْهٰا تِسْعَةَ عَشَرَ﴾ [المدثر:30] و أما المائة رحمة التي خلقها اللّٰه فجعل منها في الدنيا رحمة واحدة بها رزق عباده كافرهم و مؤمنهم و عاصيهم و مطيعهم و بها يعطف جميع الحيوان على أولاده و بها يرحم الناس بعضهم بعضا و يتعاطفون كما قال اللّٰه ان المؤمنون
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية