فلا يرثها إلا الاسم الوارث لا يكون غير هذا و لو لم يكن لها مالك إلا المتصرف فيها و هي الأسماء الإلهية التي لها التصرف فإذا انقضت مدتها بالحكم فيها ما دامت على هذه الصورة و النظم الخاص و كانت المدبرة لها فلما زال تدبيرها و انقضى حكمها الخاص لانقضاء أمد مدة القبول لذلك سمي هذا الزوال موتا و صارت هذه الأعيان ورثا فتولاها الاسم الوارث فأزال حكم ما كانت عليه فبدل الأرض غير الأرض و السموات حتى لا تعرف الأرض و لا السماء موجدا لها إلا هذا الاسم و لو بقي عين الأرض و السماء لتقسمت و ذكرت من كانت ملكا له من الأسماء قبل هذا فربما حنت إليه و الأسماء الإلهية لها غيرة لأن المسمى بها وصف نفسه بالغيرة فتعلق حكمها بالأسماء لتعلقها بالمسمى و الغيرة مأخوذة من شهود الأغيار و كل اسم إلهي يريد الحكم له و انفراد المحكوم عليه إليه لا يلتفت إلى غيره فبدل الأرض و السماء في العين فلم تعرف هذه الأرض و لا السماء إلا هذا الاسم الوارث خاصة فزالت الشركة في العبادة و ظهر التوحيد و حكم المال الموروث ما هو مثل حكم المالك الأصلي فإن حكم الوارث حكم الواهب و حكم المالك الأصلي الموروث عنه حكم الكاسب فتختلف الأذواق فيختلف الحكم فيختلف التصريف فالكاسب حاله ينزل بقدر ما يشاء لأنه في موطن تكليف و انتظار سؤال و حساب و مؤاخذة فهو حفيظ لهذه المراتب التي لا بد منها و حكم الوارث يعطي بغير حساب و ينزل بلا مقدار لأن الآخرة لا ينتهي أمدها فتكون الأشياء فيها تجري ﴿إِلىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى﴾ [البقرة:282]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية