فأضاف الرسالة إلى قوله ربهم لما علموا إن الشياطين لم تلق إليهم أعني إلى الرسل شيئا فتيقنوا إن تلك رسالة من اللّٰه لا من غيره و هل هذا القدر الذي عبر عنه في هذه السورة المعينة في قوله ﴿إِلاّٰ مَنِ ارْتَضىٰ مِنْ رَسُولٍ﴾ [الجن:27] هل ذلك الإعلام لهذا الرسول بوساطة الملك أو لم يكن في هذا الوحي الخاص ملك و هو الأظهر و الأوجه و الأولى و تكون الملائكة تحف أنوارها برسول اللّٰه ﷺ كالهالة حول القمر و الشياطين من ورائها لا تجد سبيلا إلى هذا الرسول حتى يظهر اللّٰه له في إعلامه ذلك من الوحي ما شاء و لكن من علم التكليف الذي غاب عنه و عن العباد علمه خلافا لمخالفي أهل الحق في ذلك إذ يرون أن العبد يعلم بعض القربات إلى اللّٰه بعقله لا كلها و هذا القول لا يصح منه شيء فلا يعلم القربة إلى اللّٰه التي تعطي سعادة الأبد للعبد إلا من يعلم ما في نفس الحق و لا يعلم ذلك أحد من خلق اللّٰه إلا بإعلام اللّٰه كما قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية