قالوا اعتبر أن في الأكوان معرفة *** الدار تجهل رب الدار يا دار
[أن الوجود مقسم بين عابد و معبود]
اعلم أيها الولي الحميم أن الوجود مقسم بين عابد و معبود فالعابد كل ما سوى اللّٰه تعالى و هو العالم المعبر عنه و المسمى عبدا و المعبود هو المسمى اللّٰه و ما في الوجود إلا ما ذكرناه فكل ما سوى اللّٰه عبد لله ما خلق و يخلق و فيما ذكرناه أسرار عظيمة تتعلق بباب المعرفة بالله و توحيده و بمعرفة العالم و رتبته و بين العلماء في هذه المسألة من الخلاف ما لا يرتفع أبدا و لا يتحقق فيه قدم يثبت عليه و لهذا قدر اللّٰه السعادة لعباده بالإيمان و في العلم بتوحيد اللّٰه خاصة ما ثم طريق إلى السعادة إلا هذان فالإيمان متعلقة الخبر الذي جاءت به الرسل من عند اللّٰه و هو تقليد محض نقبله سواء علمناه أو لم نعلمه و العلم ما أعطاه النظر العقلي أو الكشف الإلهي و إن لم يكن هذا العلم يحصل ضرورة حتى لا تقدح فيه الشبه عند العالم به و إلا فليس بعلم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية