﴿لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران:6] و من أراد أن يعرف حقيقة ما أو مات إليه في هذه المسألة فلينظر في خيال الستارة و صورة و من الناطق في تلك الصور عند الصبيان الصغار الذين بعدوا عن حجاب الستارة المضروبة بينهم و بين اللاعب بتلك الأشخاص و الناطق فيها فالأمر كذلك في صور العالم و الناس أكثرهم أولئك الصغار الذين فرضناهم فتعرف من أين أتى عليهم فالصغار في ذلك المجلس يفرحون و يطربون و الغافلون يتخذونه لهوا و لعبا و العلماء يعتبرون و يعلمون أن اللّٰه ما نصب هذا إلا مثلا و لذلك يخرج في أول الأمر شخص يسمى الوصاف فيخطب خطبة يعظم اللّٰه فيها و يمجده ثم يتكلم على كل صنف صنف من الصور التي تخرج بعده من خلف هذه الستارة ثم يعلم الجماعة أن اللّٰه نصب هذا مثلا لعباده ليعتبروا و ليعلموا أن أمر العالم مع اللّٰه مثل هذه الصور مع محركها و أن هذه الستارة حجاب سر القدر المحكم في الخلائق و مع هذا كله يتخذونه الغافلون لهوا و لعبا و هو قوله تعالى ﴿اَلَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَ لَعِباً﴾ [الأعراف:51]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية