عمت صفات جلاله و جماله *** كل الأنام و كان حتى يقصدا
إن الغيور هو الذي لا ينثني *** عن نفسه حال الضلالة و الهدى
و أن المحل الذي تقوم به هذه الصفة لا بد لصاحبها إن كان على أي ملة كان أو نحلة أن يرجع إلى دين الهدى و يسلم و يؤمن و يبادر إلى مكارم الأخلاق عن كشف محقق و علم صحيح فيكون أكمل الناس إيمانا و أعظمهم منزلة عند اللّٰه عارفا بمنازل الرسل و الأنبياء عليه السّلام و فضل بعضهم على بعض و الأولياء و المؤمنين فإن الصفة التي قادته إلى الإسلام أعظم الصفات عند اللّٰه قدرا في حق العبد فتنزله المنازل العلية و ترفعه في عليين و يتلقاه من الملائكة كل ملك كريم على اللّٰه محسن في عبادة ربه هو الذي ينزل إلى هذا العبد من عند اللّٰه للمناسبة التي بين هذا الملك و بينه فيأخذ بيده فيرفعه إلى منزل هذه الصفة في عليين فلا يكون في صنفه أعلى منه منزلة إلا من عمل بعمله فإنه في درجته و معه و يكفي هذا القدر من هذا المنزل و أما ما يحوي عليه من المسائل و العلوم فعلم كفران النعم و تفاصيل الكفر و أين ينتهي كل كفر بصاحبه مثل كفر الآبق و تارك الصلاة و الكافر ببعض ما أنزل اللّٰه و علم البدو و علم وضع الشرائع و علم البرازخ و علم البعث و علم أقوات الأرض و أمر السموات و ما يتولد بين السماء و الأرض و بين توجهات الحق و الكون و بين كل زوجين و علم الإنسان و الحيوان و علم الساعة و لم سميت ساعة و هل هي في كل لسان بهذا المعنى المفهوم من اسم الساعة أم لا و هل للساعة صورة لها إدراك سمع و بصر و تميز أم لا و علم الصفات المقومة لكل مرتبة حتى يمتاز بها أهلها و علم الكتابين اللذين خرج بهما رسول اللّٰه ﷺ في يديه على أصحابه «فقال ﷺ إن في الكتاب الواحد أسماء أهل الجنة و أسماء آبائهم و قبائلهم و عشائرهم و في الكتاب الآخر أسماء أهل النار و أسماء آبائهم و قبائلهم و عشائرهم»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية