﴿لاٰ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوٰادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كٰانُوا آبٰاءَهُمْ﴾ [المجادلة:22] و كان من المنافقين فقال رسول اللّٰه ﷺ ما أريد أن يتحدث بأن محمدا يقتل أصحابه فأضاف اللّٰه العزة لرسوله و للمؤمنين في مقابلة دعوى المنافقين إياها فقال تعالى ﴿يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنٰا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَ لِلّٰهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ لٰكِنَّ الْمُنٰافِقِينَ لاٰ يَعْلَمُونَ﴾ [المنافقون:8] لمن ينسبون العزة فكيف ينسبونها إلى غير اللّٰه من المؤمنين و ما حظ الرسول و المؤمن منها و لم يقل تعالى بإخراجهم و كذلك ما أخرجهم بل هذا القائل لم يزل بالمدينة إلى أن مات و دفع لكفنه رسول اللّٰه ﷺ ثوبه جزاء ليد كانت له عند النبي ﷺ من جهة عمه العباس حين أسره في غزوة بدر فكساه هذا المنافق ثوبه فلم يبق للمنافق يوم القيامة مطالبة للنبي ﷺ من أجل ذلك إذا رأيت عارفا قد وقع في مثل هذا فاعلم أنه ما قصد سوى تعظيم صفة الحق و تصغير نفسه فإن كنت مثله في المقام أو أكبر منه فاذكره بما عرفتك به و إذا كان هذا المقام لك و أنت شاهد له فبالضرورة تكون أكبر منه في تلك الحالة و إن كنت نازلا عنه في غيرها فعلى كل وجه ذكره و إن كان حاله الايمان في ذلك الوقت فإنه يقبل الذكرى فإن انتهرك و قال لك لمثلي تقول هذا فاعلم أنه قد سقط من عين اللّٰه و قد حجبه اللّٰه عن عبوديته و عن الايمان فاتركه فقد فعلت ما فرضه اللّٰه عليك و ادع له فإن اللّٰه قد أعمى بصيرته عن سبيل اللّٰه
[أرفع المنازل عند الله]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية