«خرج أبو نعيم الحافظ في دلائل النبوة أن اللّٰه بعث جبريل عليه السّلام إلى نبيه ﷺ بشجرة فيها كوكرى طائر فقعد جبريل في الواحد و قعد رسول اللّٰه ﷺ في الآخر و صعدت بهما الشجرة فلما قربا من السماء تدلى لهما أمر شبه الرفرف درا و ياقوتا فأما جبريل فغشي عليه حين رآه و أما النبي ﷺ فما غشى عليه ثم قال ﷺ فعلمت فضل جبريل علي في العلم لأنه علم ما هو ذلك فغشي عليه و ما علمت» فاعترف ﷺ فلو علم الإنسان قدر القرآن و ما حمله لما كانت حالته هكذا فانظر إلى ما كان يقاسي ﷺ في باطنه من حمله القرآن لمعرفته به و ما أبقى اللّٰه عليه جسده و عصم ظاهره من أن يتصدع كالجبل لو أنزل عليه القرآن إلا لكون اللّٰه تعالى قد قضى بتبليغه إلينا على لسانه فلا بد أن يبقى صورته الظاهرة على حالها حتى نأخذه منه و كذلك بقاء صورة جبريل النازل به و إنما الكلام فينا و من شرف من ذكرناه على الإنسان و شرف الإنسان إذا مات و صار مثل الأرض في الجمادية على حاله حيا في الإنسانية قول اللّٰه تعالى ﴿وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبٰالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتىٰ﴾ [الرعد:31] يعني لكان هذا القرآن فحذف الجواب لدلالة الكلام عليه و معنى ذلك لو أنزلناه على من ذكرناه لسارت الجبال و تقطعت الأرض و أجاب الميت و ما ظهر شيء من ذلك فينا و قد كلمنا به
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية