و اعلم أن من أعطاه اللّٰه المعاني مجردة عن الخطاب أو النصوص في الخطاب فهو عن تجليه في صورة الماء غير الآسن و هو العلم الإلهي الذي لا تعلق له بالطبيعة و من إعطاء اللّٰه العلم بأسرار الشرع و أحكامه و علم حكمة قوله ﴿وَ مٰا أَرْسَلْنٰا مِنْ رَسُولٍ إِلاّٰ بِلِسٰانِ قَوْمِهِ﴾ [ابراهيم:4] و عرف ميزان الأحكام بعلم الأوقات و الأحوال فيحرم في شرع ما يحلل في غيره فذلك من علم تجليه في صورة اللبن أعني الحليب منه الذي لم يتغير طعمه بعقده أو مخضه أو تربيبه و من أعطاه اللّٰه العلم بالكمال و الأحوال و الجمال فإنه عن تجلى العلم في صورة الخمر و من أعطاه اللّٰه العلم بطريق الوحي و الايمان و صفاء الإلهام و عم علمه كل شيء مما يصح أن يعلم حتى يعلم أنه ما لا يصح أن يعلم لا يعلم فلذلك العلم عن التجلي في صورة العسل فإذا كان شربه شيئا من هذه المشروبات أو كلها كان محصلا لما شرب «كالنبي الذي قال فعلمت علم الأولين و الآخرين»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية