و لا يدعى إلا من يسمع و له عين ثابتة فأقام له الدعاء بها مقام قوله كن في قوله ﴿إِنَّمٰا قَوْلُنٰا لِشَيْءٍ إِذٰا أَرَدْنٰاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [النحل:40] فزاد يقينه طمأنينة بعلمه بالوجه الخاص من الوجوه الإمكانية و من الزوائد ﴿وَ اتَّقُوا اللّٰهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللّٰهُ﴾ [البقرة:282] فتزيد علما لم يكن عندك بعلمك إياه الحق تعالى تشريفا منحك إياه التقوى فمن جعل اللّٰه وقاية حجبه اللّٰه عن رؤية الأسباب بنفسه فرأى الأشياء تصدر من اللّٰه و قد كان هذا العلم مغيبا عنك فأعطاك العلم به زيادة الايمان بالغيب الذي لو عرض على أغلب العقول لردته ببراهينها فهذه فائدة هذا الحال و من الزوائد أن تعلم أن حكم الأعيان ليس نفس الأعيان و أن ظهور هذا الحكم في وجود الحق و ينسب إلى العبد بنسبة صحيحة و ينسب إلى الحق بنسبة صحيحة فزاد الحق من حيث الحكم حكما لم يكن عليه و زاد العين إضافة وجود إليه لم تكن يتصف به أزلا فانظر ما أعجب حكم الزوائد و لهذا عمت الفريقين فزادت السعيد إيمانا و زادت الشقي رجسا و مرضا ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية