فلو فتحت خرجوا عن العناصر بالترقي و أما حشر الأرواح التي يريد أن يعقلها إبراهيم من هذه الدلالة التي أحاله الحق عليها في الطيور الأربعة فهي في الإلهيات كون العالم يفتقر في ظهوره إلى إله قادر على إيجاده عالم بتفاصيل أمره مريد إظهار عينه حي لثبوت هذه النسب التي لا تكون إلا لحي فهذه أربعة لا بد في الإلهيات منها فإن العالم لا يظهر إلا ممن له هذه الأربعة فهذه دلالة الطيور له عليه السلام في الإلهيات في العقول و الأرواح و ما ليس بجسم طبيعي كما هي دلالة على تربيع الطبيعة لإيجاد الأجسام الطبيعية و العنصرية ثم قوله ﴿فَصُرْهُنَّ﴾ [البقرة:260] أي ضمهن و الضم جمع عن تفرقة و بضم بعضها إلى بعض ظهرت الأجسام ﴿ثُمَّ اجْعَلْ عَلىٰ كُلِّ جَبَلٍ﴾ [البقرة:260] و هو ما ذكرناه من الصفات الأربع الإلهيات و هي أجبل لشموخها و ثبوتها فإن الجبال أوتاد ﴿ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً﴾ [البقرة:260]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية