هذا توحيد العلة و هو من توحيد الهوية لو لم يوحد بالعلة كما يوحد بغيرهما لم يكن إلها لأن من شأن الإله أن لا يخرج عنه وجود شيء إذ لو خرج عنه لم يكن له حكم فيه و قد قال ﴿وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ﴾ [هود:123] فلا بد أن يكون له توحيد العلة و هو أن يعبد بهذا التوحيد لسبب لكون العابد في أصل كونه مفتقرا إلى سبب فلم يخرج عن حقيقته و سببه رزقه الذي به بقاء عينه فتخيله المحجوب في الأسباب الموضوعة و هو تخيل صحيح أنه في الأسباب الموضوعة لكن بحكم الجعل لا بحكم ذاتها فجاعل كونها رزقا هو اللّٰه الذي ﴿يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمٰاءِ﴾ [يونس:31] بما ينزل منها من أرزاق الأرواح ﴿وَ الْأَرْضِ﴾ [البقرة:33]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية