فالنوم مع المشاهدة أبعد و أبعد
منصة و مجلى نعت المحب بأنه كامن الغم
أي غمه مستور لا ظهور له فسبب ذلك قوله تعالى ﴿وَ مٰا قَدَرُوا اللّٰهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ [الأنعام:91] ثم يرى في شهوده أنه لا تتحرك ذرة إلا بإذنه إذ هو محركها بما تتحرك فيه و يرى في شهوده ما يقابل الكون به خالقه من سوء الأدب و ما لا ينبغي أن يوصف به مما مدلوله العدم فيريد أن يتكلم و يبدي ما في نفسه من الغيرة التي تقتضيها المحبة ثم يرى أن ذلك بإذنه لأنه ممن يرى اللّٰه قبل الأشياء مقام أبي بكر فيسكن و لا يتمكن له أن يظهر غمه لأن الحب حكم عليه بأن ذلك الذي يعامل به المحبوب لا يليق به و يرى أنه سلط خلقه عليه بما أنطقهم به و ما عذرهم و أرسل الحجاب دونهم فكمن غم هذا المحب في الدنيا فإنه في الآخرة لا غم له و لهذا يطلب الخروج من الدنيا
منصة و مجلى نعت المحب بأنه راغب في الخروج من الدنيا إلى لقاء محبوبه
هو لما ذكرناه في هذا الفصل قبله لأن النفس من حقيقتها طلب الاستراحة و الغم تعب و كمونه أتعب و الدنيا محل الغموم و الذي تختص به هذه المنصة رغبته في لقاء محبوبه و هو لقاء خاص عينه الحق إذ هو المشهود في كل حال و لكن لما عين ما شاء من المواطن و جعله محلا للقاء مخصوص رغبنا فيه و لا نناله إلا بالخروج من الدار التي تنافي هذا اللقاء و هي الدار الدنيا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية