[العالم كله حي ناطق]
و كذلك من الإنس أصحاب الأفكار من أهل النظر و الأدلة المقصورة على الحواس و الضرورات و البديهيات يقولون لا بد أن يكون المكلف عاقلا بحيث يفهم ما يخاطب به و صدقوا و كذلك هو الأمر عندنا العالم كله عاقل حي ناطق من جهة الكشف بخرق العادة التي الناس عليها أعني حصول العلم بهذا عندنا غير أنهم قالوا هذا جماد لا يعقل و وقفوا عند ما أعطاهم بصرهم و الأمر عندنا بخلاف ذلك فإذا جاء عن نبي أن حجرا كلمه أو كتف شاة أو جذع نخلة أو بهيمة يقولون خلق اللّٰه فيه الحياة و العلم في ذلك الوقت و الأمر عندنا ليس كذلك بل سر الحياة في جميع العالم و أن كل من يسمع المؤذن من رطب و يابس يشهد له و لا يشهد إلا من علم هذا عن كشف عندنا لا عن استنباط من نظر بما يقتضيه ظاهر خبر و لا غير ذلك و من أراد أن يقف عليه فليسلك طريق الرجال و ليلزم الخلوة و الذكر فإن اللّٰه سيطلعه على هذا كله عينا فيعلم إن الناس في عماية عن إدراك هذه الحقائق
[وجود العلم ظهور سلطان السماء]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية