فكان مشهود محمد ﷺ الصفة الإلهية و هو الغني فتصدى لها لما تعطيه حقيقتها من الشرف و النبي في ذلك الوقت في حال الفقر في الدعوة إلى اللّٰه و أن تعم دعوته و علم إن الرؤساء و الأغنياء تبع الخلق لهم أكثر من تبع من ليس له هذا النعت فإذا أسلم من هذه صفته أسلم لإسلامه خلق كثير و النبي ﷺ له على مثل هذا حرص عظيم و قد شهد اللّٰه تعالى عندنا له بذلك فقال ﴿عَزِيزٌ عَلَيْهِ مٰا عَنِتُّمْ﴾ [التوبة:128] أي عنادكم يعز عليه للحق المبين ﴿حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ﴾ [التوبة:128] في إن تسلموا و تنقادوا إلى ما فيه سعادتكم و هو الايمان بالله و ما جاء من عند اللّٰه و مع هذا الحضور النبوي أوقع العتب عليه تعليما لنا و إيقاظا له فإن الإنسان محل الغفلات و هو فقير بالذات و قد استحق الجاه و المال أن يستغني بهما من قاما به و لذلك قال ﴿أَمّٰا مَنِ اسْتَغْنىٰ﴾ [عبس:5] و ما قال أما من هو غني فإنه على التحقيق ليس بغني بل هو فقير لما استغنى به
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية