﴿قَرْضاً حَسَناً﴾ [البقرة:245] بيانه و دليله الإحسان أن تعبد اللّٰه كأنك تراه جزاؤه ﴿وَ مٰا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ﴾ [آل عمران:115] و باب الفقر ليس فيه ازدحام لاتساعه و عموم حكمه و الفقر صفة مهجورة و ما يخلو عنها أحد و هي في كل فقير بحسب ما تعطيه حقيقته و هي ألذ ما ينالها العارف فإنها تدخله على الحق و يقبله الحق لأنه دعاه بها و الدعاء طلب و تقرب منها أختها و هي الذلة قال أبو يزيد قال لي الحق تقرب إلي بما ليس لي الذلة و الافتقار فذله و حجبه فهاتان صفتان في اللسان نعتان للممكنات ليس لواجب الوجود منهما نعت في اللسان تعالى اللّٰه حجاب مسدل و باب مقفل مفتاحه معلق عليه يراه البصير و لا يحس به الأعمى ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لاٰ يَعْلَمُونَ إِنَّمٰا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبٰابِ﴾ [الزمر:9] و في هذه الآية أعني آية قوله ﴿أَنْتُمُ الْفُقَرٰاءُ إِلَى اللّٰهِ﴾ [فاطر:15] تسمى الحق لنا باسم كل ما يفتقر إليه غيرة منه أن يفتقر إلى غيره فالفقير هو الذي يفتقر إلى كل شيء و لا يفتقر إليه شيء و هذا هو العبد المحض عند المحققين فتكون حاله في شيئية وجوده كحاله في شيئية عدمه دواء نافع لداء عضال قوله ﴿وَ قَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ تَكُ شَيْئاً﴾ [مريم:9] قضية في عين قضية عامة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية