﴿وَ أَقْرِضُوا اللّٰهَ﴾ [الحديد:18] و «الصدقة تقع بيد الرحمن قبل وقوعها بيد السائل» المتلفظ بحروف السؤال و اليد العليا هي المنفقة خير من اليد السفلي و هي السائلة و المال لله سبحانه ﴿هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ﴾ [يونس:68] و نحن مستخلفون فيه بل نحن الخزائن و الخزنة لهذا المال فتحقق ما أومأنا إليه في هذا الباب فإنه نافع جدا و مزيل جهلا عظيما و مورث أدبا إلهيا فيه سعادة أبدية لمن وقف عنده و فهمه و عمل به
(الباب الخامس و الخمسون و مائة في معرفة مقام النبوة و أسرارها)
بين الولاية و الرسالة برزخ *** فيه النبوة حكمها لا يجهل
لكنها قسمان إن حققتها *** قسم بتشريع و ذاك الأول
عند الجميع و ثم قسم آخر *** ما فيه تشريع و ذاك الأنزل
في هذه الدنيا و أما عند ما *** تبدو لنا الأخرى التي هي منزل
فيزول تشريع الوجود و حكمه *** و هناك يظهر أن هذا الأفضل
و هو الأعم فإنه الأصل الذي *** لله فهو نبأ الولي الأكمل
[النبوة نعت إلهى أثبتها في الجناب العالي الاسم السميع]
النبوة نعت إلهي يثبتها في الجناب العالي الاسم السميع و يثبت حكمها صفة الأمر الذي في الدعاء المأمور به و إجابة الحق عباده فيما يسألونه فيه فإنها أيضا من اللّٰه في حق العبد سؤال إلهي بصفة افعل و لا تفعل و نقول نحن ﴿سَمِعْنٰا وَ أَطَعْنٰا﴾ [البقرة:285]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية