و لما كان نعتا إلهيا هذا النصر المعبر عنه بالولاية و تسمى سبحانه به و هو اسمه الولي و أكثر ما يأتي مقيدا كقوله ﴿اَللّٰهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [البقرة:257] سرى في كل ما ينسب إليه إلهية مما ليس بإله و لكن لما تقرر في نفس المشرك أن هذا الحجر أو هذا الكوكب أو ما كان من المخلوقات أنه إله و هو مقام محترم لذاته تعين على المشرك احترام ذلك المنسوب إليه لكون المشرك يعتقد أن تلك النسبة إليه صحيحة و لها وجه و لما علم اللّٰه سبحانه أن المشرك ما احترم ذلك المخلوق إلا لكونه إلها في زعمه نظر الحق إليه لأنه مطلوبه فإذا و في بما يجب لتلك النسبة من الحق و الحرمة و كان أشد احتراما لها من الموحد و تراءى الجمعان كانت الغلبة للمشرك على الموحد إذ كان معه النصر الإلهي لقيامه بما يجب عليه من الاحترام لله و إن أخطأ في النسبة و قامت الغفلة و التفريط في حق الموحد فخذل و لم تتعلق به الولاية لأنه غير مشاهد لأيمانه و إنما قاتل ليقال فما قاتل لله فإن اللّٰه يقول
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية